جمهور الاهلي

أن ترصد الأمور بدون أن تتدخل قناعاتك أمر في غاية الصعوبة بل قد يكون مستحيل, والرصد هو ببساطة رؤية الأمور على حالها دون أي تدخل بما تشعر به أو بخبراتك السابقة مثال على ذلك إسم سيدنا حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم كم منا من شاهد فيلم الرسالة سيكون قد إستحضر صورة الممثل عبد الله غيث وقد يكون هذا سبب من الأسباب التي جعلت الأزهر يمنع عرض الفيلم لفترة طويلة, فهاهي الخبرات تتدخل لتشوش الصورة الأصلية.

على أية حال نحن امام مشكلة حقيقية فكم منا لا يستطيع فهم الحالة التي نرصدها حاليا إذا كنا فعلا كأهلاوية نستطيع أن نرصد ما يمر به الأهلي دون أن تتدخل عواطفنا, فالعبد لله من الناس التي إمتنعت منذ فترة بالكتابة في الموقع خاصة بعد تولي صديقي العزيز حسام البدري زمام الفريق الأول, فلم أستطع أن أنقد حسام وذلك لمعرفتي الجيدة به وليس بمعنى الصداقة والمحبة ولكن معرفتي الجيدة لمدى حب وتفاني هذا الرجل لناديه وإذا أردت ان أستعرض حالات الشجن التي شاهدتها لهذا الرجل حبا في الأهلي فانا بحاجة الى مسلسل رمضاني ياخد العيد في طريقه.

والسبب الثاني إنني قد لامست مدى وعي جمهور الأهلي الذي لا يحتاج لأي تدخل من أجل مساندة أو دفاع, ولكن فيما بعد وقفت حائرا في الفترة الماضية بين ما رصدته من إعلام وحتى من زملائي الأعزاء الذين أثق كثيرا في رأيهم الفني, فما بين هجوم ودفاع عن البدري وقفت عاجزا عن إبداء رأيي الذي قد يكون مجروحا وإنتظرت حتى يرتفع مستوى الفريق وهو المتوقع بالنسبة لي سابقا مع مرور الوقت, فقد كنت أتوقع أن يرتفع مستوى الفريق بل ويصل الى ذروته في أواخر شهر 11 وذلك ليس لأني ضاربا للودع أو بسبب عبقريتي الكروية بل هذا لما لدي من خبرات سابقة في رصد الفرق التي تلعب بنفس طريقة الأهلي وما يحدث معها في بداية المواسم المتتالية.

وأقرب مثال على ذلك ما حدث للأندية الكبرى في إسبانيا والتي شارك لاعبوها في كأس العالم بجنوب أفريقيا وأفضل مثال برشلونة الذي حمل لاعبوه كل البطولات التي شاركوا فيها وأنهوها بكأس العالم, فهاهو برشلونة يخسر ويتعادل في الدوري ومن فرق أقل منه بكثير وفي بطولة أوروبا وبرغم التصميم على الفوز على زينيت الروسي ورد الإعتبار الى أن برشلونة عاد بنقطة يتيمة.

ومع ذلك لم أكن أتوقع بأي حال من الأحوال الأداء الرائع الذي قدمه الأهلي امام الترجي التونسي وهذا ما لم أستطع ان أرصده ولا أفهمه برغم الغيابات والإصابات والحالة المعنوية والنفسية للفريق وما سبق المباراة من تشاؤم كبير لدى أغلب متابعي كرة القدم, الا والأمانة تقال محمد أبو تريكة الذي كانت لديه ثقة كبيرة في إرتفاع مستوى الأهلي وقدرته على المنافسة على البطولة.

نعم هدف الترجي جاء ليفسد فرحتنا ولكن من يعرف الكرة المصرية ولوغاريتماتها يعرف جيدا بأن اللاعب المصري يتألق كلما صعبت الأمور والعكس صحيح, والأمثال كثيرة لا حصر لها بل إنها غالبة وبصراحة انا لا أتذكر طوال حياتي بأن الاهلي قد فاز سابقا بأي بطولة أفريقية بسهولة, فإما الصعوبة تكون في البدايات ويصعد الأهلي بشق الأنفس الى دور المجموعات وإما يفوز في النهائي خارج أرضه, ناهيك عن الإصابات والغيابات والتحكيم.

نحن امام قصة لا تنتهي من صنع المعجزات وتحقيق ما يقال عنه مستحيل ومع إحترامي لما يقال عنه أقوى فريق في البطولة هذا الموسم "شبيبة القبائل" فأرجوا مراجعة مباراة القاهرة التي إنتهت بالتعادل ومشاهدة فرص الأهلي في مباراة الترجي وصلابة وائل جمعة.

نعم أعزائي الأهلي قادم وبقوة ومع مدربه المتفاني حسام البدري وبنجومه الكبار وبجمهوره العظيم وإدارته العاقلة وإرادته الحديدية, نعم لم أفهم حتى مع نهاية مقالى ما حدث وما يحدث مع الأهلي ولكنني أرصد هنا نادي كبير لقب في السابق بالشياطين وعرف عنه بالروح الحمراء التي لا تستسلم مهما كانت الأمور صعبة أو مستحيلة, ولهذا توج بلقب نادي القرن ليس فقط لكثرة بطولاته بل لانه فريق لا يعرف الإستسلام وحتى أذا خسر وهو امر وارد في كرة القدم فهو فريق لا يعرف اليأس ولا الوقوف عند حد معين وكلنا نتذكر تعهد اللاعبين بالعودة لبطولة العالم للأندية وتصحيح صورة الأهلي والحصول على المركز الثالث.

لقد رصدت لكم ما هو أهم من أي بطولة ومن أي نقاط ورصدت لكم ما عجز فهمه الكثيرون, فليست القصة مقتصرة على الأموال ولا على الجماهير بل إنها حالة, حالة فريدة من نوعها مع إحترامنا حتى للريال ومانشستر يونايتد, إنها حالة إسمها الأهلي نعيشها كل يوم وكل دقيقة بل كل لحظة حالة من الحب لهذه الحالة, حالة تستجوب مننا كعشاق أن نثق بها ونعلم بأن ما حدث ومهما حدث فإننا نمتلك ما لا يمتلكه الأخرون, وإننا عائدون لا نخشى من يكونون أو بمن أو أين نحن لاعبون, فإننا قادرون لأننا بحالة إسمها الاهلي منتصرون.

ويجعله عامر...